- المحددات العامة لتفكيره السياسي:
يمكن القول إن فهم وإدراك طبيعة الفكر السياسي لمهاتير محمد يستدعي النظر في العديد من المسائل المرتبطة بفكره، والتي تشكل إطارًا عامًا يساهم في قراءة أفضل له، فمهاتير محمد رجل سلطة، وقد أنتج جزءًا كبيرًا من كتبه وآرائه وهو في السلطة، وبالتالي يتميز فكره السياسي بالحركية والعملية، والبعد عن المثالية أو التنظير غير المجدي، وقد ساعد على هذه الصبغة الخلفية المهنية لمهاتير ؛ فهو - في الأصل- طبيب ، والطب مهنة تتطلب التنظيم وتحديد أعراض الداء وأسبابه والدقة في وصف الدواء، والصبر والتنظيم الجيد للعمل ، ومحاولة تجنب الأخطاء ، وفوق ذلك وذلك المنهج العلمي في التعامل مع المشاكل المتعددة .
ومن محددات فهم فكر مهاتير كذلك خصوصية الحضارة والخبرة الآسيوية، ويعتبر مهاتير في نظر كثير من السياسيين والباحثين من المطالبين الأشداء بحضور قوي لآسيا في الحضارة العالمية وبضرورة تميزها واستقلالها وتعاملها مع الحضارة الغربية بشكل متكافئ وبلا تبعية. وكما يقال "المفكر ابن بيئته" ؛ فالجغرافيا بلا شك لها تأثير على الإنسان من خلال نمط المشاكل التي تواجهه ، وطبيعة الخبرة السابقة المؤثرة في التكوين النفسي والاجتماعي له.
واستدعاء البعد الآسيوي في التأثير على فكر مهاتير محمد يتطلب التعرض للتجربة السياسية الإسلامية في آسيا، وأحد روافدها المعروفة: التجربة الماليزية، والتي استطاعت مع تجارب أخرى من خلال حضور الإسلام فيها في السلطة بشكل أو بآخر – كما سنذكر - أن تحقق مستوى تنموي مميز ربط العديد من الباحثين بينه وبين الإسلام. ويعدد الدكتور منجود سمات الإسلام الآسيوي الناتجة عن التزاوج بين الإسلام كمكون ديني و روحي وفكري والواقع الآسيوي بما يحمله من سمات وخصائص اجتماعية وإنسانية ، وربما جغرافية ، ومن هذه السمات : الكثافة الكمية، الديناميكية الحركية ، تعدد القوى الوثنية حوله ، القدرة على الإجابة المعنوية على سؤال الوجود الإنساني ، التطور نحو السلطة وصنع القرار في العديد من الدول.
ومن المحددات التي تفسر فكر مهاتير؛ النزعة المستقبلية التي تطغى على تفكيره وطموحه الكبير بالمساهمة بحل العديد من المشاكل والأزمات على عدة مستويات: ماليزيا، آسيا، العالم الإسلامي. وتتجلى هذه النزعة المستقبلية في فكر مهاتير من خلال مشروع: " رؤية 2020" والذي طمح من خلاله مهاتير إلى الوصول بماليزيا إلى مستوى معيشة موازٍ للغرب خلال ثلاثين عامًا ، وأن تصبح ماليزيا بلدًا متطورًا على مختلف الأصعدة، وأن تصل إلى هوية وطنية جديدة تستند إلى المجتمع المدني. و يطمح مشروعه هذا أيضًا إلى الوصول بآسيا إلى مرحلة حضارية متميزة، وخروج المسلمين من المأزق الحضاري الذي يعيشون فيه وفق مخطط يقوم على البعد عن التفكير الماضوي وما يرتبط به من توهم إعادة إنتاج تجربة الإسلام الأولى ، ورفض الخروج من المجتمع المعاصر، وإثبات قدرة الإسلام على الجمع بين البعدين: الديني، والمدني.
و من أبرز المحددات لطبيعة فكر مهاتير؛ أن رؤيته تنطلق من المرجعية الفكرية الإسلامية كما يصرح هو، فهو في محاولة دائمة من الموائمة بين مواقفه وآرائه المختلفة وبين مرجعيته الفكرية الإسلامية..
[u]
يمكن القول إن فهم وإدراك طبيعة الفكر السياسي لمهاتير محمد يستدعي النظر في العديد من المسائل المرتبطة بفكره، والتي تشكل إطارًا عامًا يساهم في قراءة أفضل له، فمهاتير محمد رجل سلطة، وقد أنتج جزءًا كبيرًا من كتبه وآرائه وهو في السلطة، وبالتالي يتميز فكره السياسي بالحركية والعملية، والبعد عن المثالية أو التنظير غير المجدي، وقد ساعد على هذه الصبغة الخلفية المهنية لمهاتير ؛ فهو - في الأصل- طبيب ، والطب مهنة تتطلب التنظيم وتحديد أعراض الداء وأسبابه والدقة في وصف الدواء، والصبر والتنظيم الجيد للعمل ، ومحاولة تجنب الأخطاء ، وفوق ذلك وذلك المنهج العلمي في التعامل مع المشاكل المتعددة .
ومن محددات فهم فكر مهاتير كذلك خصوصية الحضارة والخبرة الآسيوية، ويعتبر مهاتير في نظر كثير من السياسيين والباحثين من المطالبين الأشداء بحضور قوي لآسيا في الحضارة العالمية وبضرورة تميزها واستقلالها وتعاملها مع الحضارة الغربية بشكل متكافئ وبلا تبعية. وكما يقال "المفكر ابن بيئته" ؛ فالجغرافيا بلا شك لها تأثير على الإنسان من خلال نمط المشاكل التي تواجهه ، وطبيعة الخبرة السابقة المؤثرة في التكوين النفسي والاجتماعي له.
واستدعاء البعد الآسيوي في التأثير على فكر مهاتير محمد يتطلب التعرض للتجربة السياسية الإسلامية في آسيا، وأحد روافدها المعروفة: التجربة الماليزية، والتي استطاعت مع تجارب أخرى من خلال حضور الإسلام فيها في السلطة بشكل أو بآخر – كما سنذكر - أن تحقق مستوى تنموي مميز ربط العديد من الباحثين بينه وبين الإسلام. ويعدد الدكتور منجود سمات الإسلام الآسيوي الناتجة عن التزاوج بين الإسلام كمكون ديني و روحي وفكري والواقع الآسيوي بما يحمله من سمات وخصائص اجتماعية وإنسانية ، وربما جغرافية ، ومن هذه السمات : الكثافة الكمية، الديناميكية الحركية ، تعدد القوى الوثنية حوله ، القدرة على الإجابة المعنوية على سؤال الوجود الإنساني ، التطور نحو السلطة وصنع القرار في العديد من الدول.
ومن المحددات التي تفسر فكر مهاتير؛ النزعة المستقبلية التي تطغى على تفكيره وطموحه الكبير بالمساهمة بحل العديد من المشاكل والأزمات على عدة مستويات: ماليزيا، آسيا، العالم الإسلامي. وتتجلى هذه النزعة المستقبلية في فكر مهاتير من خلال مشروع: " رؤية 2020" والذي طمح من خلاله مهاتير إلى الوصول بماليزيا إلى مستوى معيشة موازٍ للغرب خلال ثلاثين عامًا ، وأن تصبح ماليزيا بلدًا متطورًا على مختلف الأصعدة، وأن تصل إلى هوية وطنية جديدة تستند إلى المجتمع المدني. و يطمح مشروعه هذا أيضًا إلى الوصول بآسيا إلى مرحلة حضارية متميزة، وخروج المسلمين من المأزق الحضاري الذي يعيشون فيه وفق مخطط يقوم على البعد عن التفكير الماضوي وما يرتبط به من توهم إعادة إنتاج تجربة الإسلام الأولى ، ورفض الخروج من المجتمع المعاصر، وإثبات قدرة الإسلام على الجمع بين البعدين: الديني، والمدني.
و من أبرز المحددات لطبيعة فكر مهاتير؛ أن رؤيته تنطلق من المرجعية الفكرية الإسلامية كما يصرح هو، فهو في محاولة دائمة من الموائمة بين مواقفه وآرائه المختلفة وبين مرجعيته الفكرية الإسلامية..
[u]
الإثنين أغسطس 24, 2009 1:17 pm من طرف merzak
» اكتشف اسرار نفسك
السبت أغسطس 22, 2009 2:45 pm من طرف طير رحآآل
» لماذا علينا أن نحب محمد صلى الله عليه وسلم؟
السبت أغسطس 22, 2009 2:34 pm من طرف طير رحآآل
» عضو جديد يتمنى الترحييب به
السبت أغسطس 22, 2009 2:30 pm من طرف طير رحآآل
» مهاتير2
الإثنين فبراير 16, 2009 8:29 pm من طرف فارس الظلام 72
» منتديات غرداية
الأحد فبراير 08, 2009 4:44 pm من طرف merzak
» الدليل الشامل للمواقع التعليمية والتربوية
الجمعة يناير 30, 2009 2:24 pm من طرف merzak
» لمن يريد العمل في حاسي مسعود ارقام الهاتف و الفاكس لاكبر الشركات
الأربعاء يناير 28, 2009 10:17 pm من طرف hadj
» منافسة بني ميزاب لكرة القدم التي زكاها بلومي
الأربعاء يناير 28, 2009 2:41 pm من طرف merzak
» الآن يمكنك إنشاء موقع خاص في دقائق معدودة
الثلاثاء يناير 27, 2009 7:43 pm من طرف mohmed